أثناء الحرب العالمية الثانية ولاسيما فى الجزء الشرقى من العالم كانت الحرب فى هذه المنطقة مشتعلة أوارها بين الدول المتحاربة جميعا تكاثر القتلى والجرحى من كافة الجوانب المتحاربة والأسرى أيضاً وظهرت خلال تلك الفترة مشكلة كبرى وهى أين يوضع الأسرى فالأماكن المخصصة إمتلأت وظروف إعاشة هؤلاء باتت عبئاً ثقيلاً على الآسر وهنا وللظروف الاخرى فى هذه المنطقة مثل إنتشار الغابات والأمراض والملل الذى يصيب القائمين على التحفظ على هؤلاء الاسرى ظهر نوعاً من الحلول يحاول التغلب على هذه المشكلات وكان هذا النوع هو ترك بعض هؤلاء الأسرى يحاولون الهرب بل وصل الأمر الى قيام الضباط بتوجيه بعض الأسرى الى أماكن الغابات للهروب بشرط أنه ستتم مطارده فاما أن ينجح فى الهرب أو يقتل وكان هذا نوعاً من الإثارة والترفيه على الحراس وضباطهم بدلاً من ملل الحراسه وكان الأسرى يحاولون ويحاولون الفكاك وسلوك دروب الغابات وقد يصل الأمر بقيامهم وفقاً لدرجات تدريبهم بقتل بعض مطارديهم وكان الامر ينتهى غالباً بنجاح فريق المطاردة فى قتل الأسير الهارب ويفوز بالرهان من راهن على قتل الاسير ويخسر من راهن على نجاحه فى الهرب .
تذكرت هذه الأحداث حينما قرأت مؤخراً عن نجاح القوات الامريكية فى قتل أبو مصعب الزرقاوى زعيم القاعدة فى العراق وهنا ثار فى ذهنى تساؤلات عديده هل هناك حقاً من يدعى أبو مصعب الزرقاوى ؟ ثم أن كان حقاً له فماهو دوره فى العراق ؟ أم أن الأمر لايعدو حقا ماأشارت له جريده العربى فى عددها الصادر فى 11/4/ 2004 بإخراج آلة الإعلام العسكرى الأمريكى لخيال مآتة لتلصق وتبرر به جرائمها ؟ أم ان توقيت الإعلان عن مقتله يرتبط حقاً بطبيعة الأحداث الجارية فى العراق والولايات المتحدة الأمريكية الأن ؟
أن سيناريو الأحداث يوضح أن شعبية الرئيس الامريكى بدأت فى التدهور بصورة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الولايات المتحده الامريكية من قبل وذلك نظراً للخسائر المتواليه للقوات الامريكية بالإضافه الى عدم وضوح الأمل أمام الامريكين من أن القوات الامريكية ستحقق الإستقرار فى العراق وبالتالى فحينما أطلق العنان للزرقاوى فى العراق كان بهدف خلق العدو الواجب مطاردته وهنا يمكننى القول أنه ماأشبه الليلة بالبارحة فموقف الأسرى الذى تناولناه سابقا يشبه موقف الزرقاوى حاليا وقد يكون بن لادن هو اسير المستقبل الهارب ، فلاأحد يصدق اليوم ان القوات الأمريكية بإمكاناتها الهائلة وعملائها المنتشرون فى كافة أرجاء المعموره لم تستطع تحديد موقع الزرقاوى إلا قريباً .
واعود فأقول أن الإعلان عن إغتيال الزرقاوى ( إن كان للزرقاوى وجود ) فى هذا التوقيت ماهو إلا محاولة للحد من تدهور شعبية الرئيس الأمريكى وهذا بالطبع قد لايهم الرئيس ذاته حالياً لانه فى فترة رئاسته الأخيره ولكنه قد يؤدى الى خسارة الحزب الجمهورى فى إنتخابات الرئاسة القادمة .
إن طريقة إختلاق الأعداء امام الولايات المتحدة الأمريكية هى طريقة متبعه منذ الحرب الباردة مع الإتحاد السوفيتى السابق وذلك لدعم شركات السلاح الامريكى نحو مزيدا من إنتاج الأسلحة ومعدات الدمار ولمواجهة الرأى العام الأمريكي أن هناك من يتربص بنا ويحاول تدمير حضارتنا وهنا وللتدليل على ذلك أقتبس مقولة الرئيس الامريكى الراحل رونالد ريجان فى أحدى خطبه عام 1984
"" هناك دب سائب فى الغابة ، بعض الناس يسهل عليهم أن يروه ، وأخرون لايرونه على الإطلاق ، بعض الناس يقولون أن الدب أليف ، وغيرهم يقولون أنه ضار وخطير ، ولما كان من الصعب أن نعرف أيهم على صواب ، أفلا يكون من الفطنة أن تكون قوتنا مساوية لقوة الدب – إن كان للدب وجود "