الاثنين، 15 يناير 2007

قانون الصحافة بين الامل والرجاء

تعتبرالصحافة المصرية هى أقدم المؤسسات الصحفية فى المنطقة العربية ويمكن القول أن الصحافة المصرية ولاسيما فى النصف الأول من القرن الماضى إبان الإحتلال الإنجليزى لمصر كان لها دوراً إيجابياً مؤثراً ليس فقط فى الحركة الوطنية المصرية بل إمتد أثرها لتصبح عامل أساسياً فى تشكيل الفكر الثقافى ليس فى مصر وحدها بل فى المنطقة العربية بأسرها ومن منا ينسى دور عمالقة الأدب المصرى أمثال عباس محمود العقاد والأخوان على ومصطفى أمين وغيرهم ممن أثروا الواقع العربى بل وساهموا فى صياغة الثقافة العربية بأسرها .

واليوم وبعد هذا التاريخ الطويل من النضال الوطنى أصبحت الصحافة المصرية تبحث عن الحرية !! متى ؟ فى عصر الحريات بعد أن أصبح العالم اليوم بمثابة مايطلق عليه القرية الكونية !!

وأتناول هنا مايطلبه الصحفيين ولكن بصورة أكثر هدؤاً ومن خلال نظرة من أرض الواقع ، فممالاشك فيه أن حرية الصحافة هى أحد مؤشرات تقدم الأمم ذلك ليس فقط من خلال حرية الكلمة والتعبير بل أيضا باعتبارها أحد أدوات تحقيق الشفافية فى المجتمع وتشكل أحد أدوات الرقابة التى تحفظ المجتمع من الفساد والإنحراف من خلال مايمتلكه الصحفى من أدوات تمّكنه من الكشف عن قضايا الفساد التى هى أحد أهم أسباب المعاناة الإقتصادية التى تمر بها البلاد حالياً .

ولكن أيضاً لابد من أن نتناول الموضوع من خلال رؤية محايده تعطى الحق لأصحابه ذلك ان المجتمع الصحفى ذاته يعانى من بعض الفساد وإستغلال النفوذ الأمر الذى قد ينعكس سلباً على الشرفاء ويؤدى الى فقدان المجتمع لأحد أهم أدوات رقابته ، أن حرية النشر يجب أن تكون فى إطار ميثاق الشرف الصحفى لاننا نعلم جميعا ًمدى تأثير الصحافة على المجتمع الإقتصادى سواءً سلباً أو إيجاباً وبالتالى فإن القلم هنا يعد بمثابة السلاح الذى قد يستخدم فى الدفاع عن الحق والعدل والحرية أو قتل الحقيقة والعدالة والمصداقية .

إن المطالبين بتعديل قانون الصحافة يجب اولاً أن يطالبوا بتحقيق توازن بين حق الصحفى فى النقد والكشف عن قضايا الفساد وبين واجبه نحو ضرورة تحرى الحقيقة أولاً عسى ان تصيبوا قوماً بجهالة وبالتالى يجب أن نرى الحقيقة كاملة هل نعترف ان القضاء المصرى قضاءاً مستقلاً أم موجها ؟ وبالتالى فاذا آمنا جميعا أن قضائنا المصرى قضائاً مستقلا فيجب ان ينعكس ذلك على تناول القضايا بصورة أكثر مصداقية والإعتراف ان احكام القضاء النهائية فى قضايا الفساد لابد من أخذها فى الإعتبار فاذا حكم القضاء ببراءة من تناولته الصحافة واتهمته بالفساد فيجب أن ينشر ذلك فى نفس المساحة التى تناولت من قبل نشر القضية بل ويجب أيضاً تقديم إعتذاراً رسمياً لهذا الشخص لرد إعتباره أمام المجتمع .

كما ان الأمر لاينصب فقط على المطالبة بحرية النشر بل يجب أيضاً أن نتضامن جميعا على دعم هذه الحرية من خلال المشاركة فى محاربة الفساد فى كافة المجالات وإذا تناولنا هذا الموضوع بصورة أكثر صراحة ووضوحاً فيجب أولاً إصلاح البيت من الداخل وانا أقصد هنا البيت الصحفى فأنا لأطالب بقول المسيح عليه السلام " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" فليس فينا الأن المسيح ولايوجد بيننا اليوم النبى محمد ولكن يوجد فينا ماتركاه لنا من عهود ومواثيق ترفض التشهير دون تبرير بل وتغلظ الاديان جميعاً العقوبة على ذلك ووصل الأمر بتمثيل القرأن الكريم لهذه النوعية من البشر كمن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه .

إن المجتمع الصحفى أيضاً يحتاج الى إصلاح فمن منا لايطالب بضروة أن يكون رؤساء مجالس إدارة الصحف بالإنتخاب لاالتعيين سواءً الصحف القومية أو الصحف المستقلة وهو التقسيم الذى لامبرر له أيضاً من منا لايرى ماللصحفى من قوة ونفوذ إذا تم إساءة إستخدامها أصبح المجتمع غابة لايأمن فيها الفرد على حياته وحريته

إن حلم حرية الصحافة يجب أن ينطلق من الأيمان بأن تعديل قانون الصحافة بمنع حبس الصحفيين فى قضايا النشر لابد وأن يأتى أيضاً بعقوبة على من لايتحرى الحقيقة أو من يسعى الى الغنيمة .

إن حرية النشر فى مصر الأن تتأرجح بين الأمل نحو مزيداً من الحق والرجاء فى أن يكون ميثاق العمل الصحفى هو الطريق نحو الصدق حتى لايصبح الصحفى ظالماً وينطبق عليه ماقاله أمير الشعراء احمد شوقى مع إختلاف الموقف
علموه كيف يجفو فجفا ظالم لاقيت منه ماكفا

السبت، 13 يناير 2007

أمازلتى تفكرين

حياتى بعد هذا الحب مازلت تفكرين
أم أن صراع الحياة قد جعلكى تنسين
ألا تذكرين
كلمات حبى وصراخ قلبى بحبك المجنون
نداء عقلى وصوتى الحنون
أحبك يامنية القلب فى سكون
فحبك فى قلبى من وحى الجنون
ولكن
رغم حبى وإشتياقى تبعدين
لقد فقدنا ياحياتى الحب فى الصراع الطويل
ومات قلبى من هول طعن السكين
ولم تبق منى إلا اشلاء تبحث عن الطرق
ولم يبق من صوتى إلاالأنين
وأنت
مازلتى تفكرين

الاثنين، 8 يناير 2007

عدو عدوى عدوى

تطالعنا الاخبار هذه الأيام عن الصراع الفلسطينى الفلسطينى وكيف أن هناك صراعاً بين حركة فتح الفلسطينية وحركة حماس الفلسطينية أيضاً وكأن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى قد إنتهى وقامت الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وباتت المشكلة الوحيدة القائمة هى من يتولى السلطة فى هذه الدوله .

إن هذا الصراع ينبئناً نحن العرب عامة والمصريين خاصة بأننا يجب ان نندم على ماقدمناه من اموال وشهداء لصالح هؤلاء المتقاتلين تلك القضية التى لولاها لكانت مصر فى مصاف الدول المتقدمة بل يمكن القول انها كان يمكن ان تنضم للعظماء السبعة وتصبح ثامن الأعضاء الذين يقررون مصير العالم إقتصادياً .

ولكن هيهات فقد دفع شعبنا من قوته وأبناءه لصالح تلك القضية التى يخسرها أبنائها بأيديهم لابأيدى الطرف الإسرائيلى وكأنهم يقولون " بيدى لا بيد عمرو" .
لقد شاهدت المشهد الحزين على شاشات التليفزيون الذى يصور القتال بين الطرفين وأحسب أن مشاهد العنف بينهم فاقت مايفعله الأسرائيلين بهم !! وأحسب أيضاً أن هذا المشهد قد أسعد الإسرائيلين جميعاً حكومة وشعبا ومؤيدين وكأن لسان حالهم يقتبس مقولة الفنان أحمد بدير فى مسرحية ريا وسكينه " الأثنين خلصــوا على بعض " .

وإذا أتجهنا شرقاً للصراع العراقى العراقى نجد المصيبة اعظم فقتال دائر وصراع ليس بينهم وبين قوات الإحتلال فحسب ولكن يتكرر المشهد الأليم أيضا بين العراقى والعراقى وإذا أردنا حساباً رقمياً للضحايا القتلى فقط " رغم أن من يسقط جريحا من جراء الإنفجارات والصراعات أيضا يعد خسائر بشريه ولكنها كالقنابل الاجتماعية الموقوتة " فسوف نجد ان اعداد الضحايا العراقيين الذين اصيبوا أو قتلوا جراء الصراع الداخلى العراقى العراقى يفوق مافعله الإسرائيلين بالعرب جميعا خلال ستون عاما بل أن هذا العدد ليتضاعف مرات ومرات إذا ماقارنا بينه وبين الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الانتفاضة الأولى من نحو عشر سنوات .

لقد كان العرب قديماً يتغنون بمثل أن " عدو عدوى صديقى " وهو ماكان يدل على فطنة عربية سياسية ولكن يبدو أن هذا القول تغير ليصبح أن عدو عدوى عدوى وهو مايعنى تراجعا فى الفهم السياسى العربى لطبيعة الامور وكيفية الاستفادة منها وهو مايعطى انطباعا أحسبه صدقاً بان المجتمع العربى أصبح فاقداً للأهليــة السياسية .
فيا أمة العرب عودى للمثل القديم .

الاثنين، 1 يناير 2007

صلاة الشيخ بين التمنى والتجنى

عزيزى أستاذنا الكبير إبراهيم عيسى .

قرأت مقالكم الذى نشر بحريدة صوت الأمة العدد 291 الصادر يوم الأثنين الموافق 26/6/2006 تلك الجريده الموقرة التى تمثل لدينا جميعاً متنفساً للحرية وتعد نبراساً لكل صحفى حر يعمل أو يود أن يعمل فى الصحافة .

لكن أسمح لى سيدى أن أختلف معكم فى بعض ماجاء بهذه المقالة الشيقة ولاسيما فيما يتعلق برأيكم فيما أبداه الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله حينما صرح بأنه فور سماعه بهزيمة الجيش المصرى فى حرب 1967 صلى لله شكراً .

بداية قد أختلف أنا أيضاً ولكن ليس فيما فعله الشيخ الشعراوى ولكن قد يكون الإختلاف ينبع من السبب الذى صلى من أجله الشيخ .

دعنا نتفق فى بداية الأمر ان المرحوم الشيخ محمد متولى الشعراوى شئنا أم أبينا أردنا أم لم نرد يعد أحد أئمة هذا العصر فهو فى حياته لم يخش فى الحق لومة لائم ويكفيه فخراً ماجاء على لسانه عقب نجاة الرئيس مبارك من محاولة إغتياله فى أديس أبابا والدرس الذى أعطاه له و لنا جميعا والذى يكرس حال الامة ليست المصرية فحسب ولكن الإسلامية كلها .

أعود فأقول أننى على الرغم من إختلافى مع الشيخ الجليل فى أسباب الصلاه لكنى قد أتفق معه فى ضرورة أدائها فى هذا الموقف تحديداً .

فكلنا يعلم ماألت اليه الأحوال السياسية والعسكرية فى مصر خلال تلك الفترة وأن القرار السياسى كان نابعاً دائما من رغبة الرئيس وليس من خلال المنظومة العلمية لإتخاذ القرار وهو ماأدى الى الهزيمة العسكرية فى تلك الفتره .

وأنا حينما أقول لكم أننى أتفق مع الشيخ فى صلاته انما أستمد قناعتى من العديد من الأسباب ويأتى على رأس تلك الأسباب أن الدين الإسلامى حينما بعث به نبينا محمد (ص) كان ديناً يٌبنى أساساً على العقل وأن لكل شيئ أسبابه وأن من يعمل يجد دون أن يكون هذا مرتبطاً بصلاه يؤديها أو زكاة يدفعها ولعل إرادة الله فى تكريس هذا المبدأ هو ماجعل رسولنا الكريم يشقى ويتعب فى دعوته لله ويغامر ويخطط ويستعين حتى بالأعداء المشركين فى هجرته للمدينه ( وهو ماابديتموه فى مقال شيق سابق على هذا المقال )
بل يصل بى الأمر أن أقول أن خسارة المسلمين فى غزوة أحد ( وهى خسارة معركة وليست حرباً ) من المشركين والكفار لهى دليل على أن الله ينصر من ينصره من خلال العديد من العوامل ليست فقط صلاه وزكاه بل لقد كاد المسلمون أيضاً يتعرضون للهزيمة فى غزوة حنين لولا رجوع المسلمين الى رسولهم وطاعتهم له كقائداُ عسكرياً قبل أن يكون نبياً مرسلاً وإذ قال الله تعالى " لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين @ ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداًَ لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين" صدق الله العظيم .

أيضاً لنا فى التاريخ دروساً وقصصاً وأحكام كلها تقول أن مامن أمة قويت على وجه الأرض إلا بعد صهرتها المحن وضربتها العواصف فلم تقم للأمة الامريكية قائمة ولم تصبح قوة عظمى إلا بعد ذاقت مرارة الحرب الأهلية التى أستمرت أعواماً خرجت منها قوية سادت العالم بعد ذلك بل يحضرنى هنا ان الحرب العالمية الثانية لم تنقلب على الألمان إلا حينما تلقى العملاق الأمريكى ضربة موجعة فى بيرل هاربر من العملاق اليابانى وإذا ذكرنا الشيئ بالشئ فلم تصبح اليابان عملاقاً إقتصادياً إلا حينما سحقتها القوى النووية ولم تصبح ألمانيا مركز القوة الأوروبية إلا حينما دمرتها الألات العسكرية للحلفاء حتى لم يقم فى ألمانيا كلها حجر على حجر .

حتى مبادئ حقوق الإنسان الحديثة التى يطالب بها العالم اليوم لم تظهر الى الوجود إلا من رحم دموية الثورة الفرنسية .

أعود فأقول أن صلاة الشيخ شكراً لله على الهزيمة قد تكون ( وهذا ماأتمناه ان يكون) انطلاقاً من دروس التاريخ الإسلامى أو العالمى وأنه كان يعلم أنه لكى تفيق مصر من غفوتها يجب أن تتعرض لما تعرض له المسلمون فى غزوة أًَُحد فجمال عبد الناصر ليس بأغلى من نبينا محمد عند الله لكى ينصره فيما لم يعمل من أجل تحقيقه ودعنى أقول هنا أن حدس الشيخ قد صدق فقد أنتفضت الامة المصرية ( وياليتها أستمرت ) وتسارعت التنمية ويحضرنى هنا أنه خلال سنوات الكبوه تم إفتتاح مجمع الالومنيوم بنجع حمادى بل شيدنا الهرم الأول فى عصرنا الحديث وهو السد العالى ( كفانا حديثاً عن أهرامنا القديمة ) وانتفض الجيش المصرى وصار الجيش جيشاً له مهمة واحده وهى التدريب للثأر دون أغراض أخرى وكان هذا ميلاداً جديداً لجيل من شباب العسكريين قادوا الأمة العربية الى النصر وحسبى اليوم أن الجيش هو القطاع الوحيد فى الدولة التى حافظ فيها على دفعة ميلاد النصر من الهزيمة .

ولهذا فقد أتفق معكم أستاذى أن الصلاة لحماية مصر من الإنغماس فى الشيوعية ( وقد يكون من وجه نظر شيخنا سبباً منطقيا) لم تكن سبباً كافياً من وجهة نظرى المتواضعة لكى يفعلها شيخنا الجليل ولكن وإن فعلها فكان يجب أن تكون صلاة دافعة لليقظة بعد السبات ولهذا فقد يكون أيقاظ أمتنا حاليا يحتاج الى درساً أخر لااتمناه أن يحدث وإن كان مايحدث لنا حالياً سواءً على الصعيدين الداخلى والخارجى لهو أكبر من درس واحد ولكنه فى رأى محاضرة قاسية أرجو ان لاتطول

أخيراً أستاذى العزيز معذرة فى إطالتى وخلافى فى الرأى معك لايفسد للود قضية واتمنى من الله عز وجل ان ينصرك فى محنتك الحالية ويخرجك منها قادراً على إمتاعنا دائما وتكون كما أنت قدوة لنا فى زمن عز فيه الأقتداء .

اصدقائى الاعزاء

شكرا لزيارتكم لمدونتى تمنياتى ان تحوز إعجابكم دائما واتمنى المزيد من تعليقاتكم سواء من يتفق معى فى الرأى أو يختلف وطبقا للمقولة المشهورة شكرا لمن قال نعم وشكرررررررا لمن قال لا ( والحدق يفهم )