السبت، 15 سبتمبر 2012

الديمقراطية الإنتقائية - الجزء الثانى - المجلس العسكرى ماله وماعليه

كنت قد كتبت يوم 12 أبريل الماضى مقالة بعنوان الديمقراطية الإنتقائية وهى تعبر عن رأئى المتواضع فى التفسير للحالة المصرية ولاسيما للقوى السياسية على الساحة ولكنى لم أشر فى المقاله الى موقف المجلس العسكرى الذى كان يحكم أن ذاك ، والان وبعد أن أصبح الدكتور محمد مرسى رئيسا تغير الوضع تماما سواء بالاجراءات التى تمت والتغيرات فى المجلس العسكرى والتى لدهشتى أصابت بعض القوى السياسية بالصدمة ولأعرف لماذا ،،،،، ولهذا احب ان أكتب الاتى :
أولا : وللتاريخ فان المجلس العسكرى المصرى ورغم كل السلبيات التى شابت الفترة الإنتقالية فى حكمه إلا أنه فى النهاية إلتزم تماما بالوعد الذى قطعه على نفسه بتسليم السلطة لرئيس منتخب فى نهاية يونيو 2012 وبالفعل تم ذلك ولرئيس منتخب وينتمى للتيار الإسلامى وبالطبع هذا لم يحدث من قبل فى التاريخ البشرى كله أن قامت القوه العسكرية بتسليم السلطة للمدنيين اللهم الا عبد الرحمن سوار الذهب فى السودان وسلمها ايضا للمدنيين المنتخبين وكانوا ايضا من التيار الإسلامى وهذا ماسيذكره التاريخ السياسى لهؤلاء العسكريين لان التاريخ ذاته يحكى على أن العسكريين يتم انتزاع السلطة منهم بالدم وليس بالاسلوب الذى تم .
ثانيا: أن البعض يرى أن إحالة المشير طنطاوى والفريق عنان والمجلس العسكرى كله الى التقاعد تم بصورة مهينة للمؤسسة العسكرية ولكن هذا الكلام مردود عليه بأن الموضوع لو لم يكن متفقا عليه لما اصبح قائد القوات البحرية رئيسا لهيئة قناه السويس وقائد القوات الجوية رئيسا لهيئة التصنيع والدفاع الجوى وزيرا للانتاج الحربى بالاضافة الى قلادة النيل للمشير ووسام الجمهورية لعنان وايضا لم يكن الفريق السيسى وزيرا للدفاع لان علاقته بالمشير أقوى من أن يعرفها المدنيين .
ثالثا: تتحدث القوى السياسية - التى لاترضى على شئ وايضا لافعل شيئا عن أن المجلس العسكرى سلم الوطن للاخوان !!!! رغم أن الأخوان هم فصيل وطنى قوى ومنظم ( لااحكم حاليا عن الفشل المرحلى فى ادارة الأمور ولاسيما الإقتصادية منها ) ونجح فى إنتخابات برلمانية ورئاسية نزيهه ومن هنا فهم يريدون ديمقراطية انتقائية !!! رغم ان الديمقراطية هى تداول السلطة عبر الإنتخابات بدون التفرقة بين الفصائل السياسية أما القوى الليبرالية التى تريد ديمقراطية مفصله عليهم فهذا شئ يعيدنا الى المربع صفر كما كان ايام مبارك ، وهم حتى فى هذا لم يفعلوا شيئا للحصول على اصوات الشارع وكما سبق وان اشرنا من قبل اكتفوا بالتليفزيون دون النزول الى المواطن البسيط الذى بيده فى النهاية مفتاح كرسى الحكم .
رابعا": أن القوى السياسية لم تنظر بعين الإعتبار لافراد القوات المسلحة ذاتهم من ضباط وصف وجنود الذين تحملوا وللاسف سفالة الشارع وقواه السياسية والشتائم والسب والضرب وكلمات من نوعية يسقط حكم العسكر وفى النهاية حينما سلم العسكر الحكم الى من انتخبه الشارع لم يعجب هذا القوى السياسية وطالبوا بقيام الجيش بانقلاب عسكرى للاستيلاء على السلطة !!!! ياللعجب الدنيا اشتمهم امس واطلب منهم اليوم بحكمى ( عدم وعى سياسى شديد) أو وكأنهم يطلبون منهم تسليم الحكم للقوى التى لم تنجح وكأنهم كانوا يمجدون العسكر !!!! .
فى الحقيقة وبصفتى عسكريا سابقا قابلت العديد من الضباط وفى دردشات كثيره اتضح منهم بالفعل انهم قد نجحوا فى ازاحة ثقل عن كاهلهم وهم يلتمسون اليوم إعادة بناء قدرات جيشهم واعادة تسليحة والتفرغ للتدريب على مهامهم دون أن يتحملوا عبء سياسيى لوطن لم يرحمهم فيه أهله حتى وان اخطئوا ولينظروا الى مايدور حولنا من مجازر فى سوريا وماحدث فى ليبيا واليمن ليعلموا أى منقلب ينقلبون .
ولهذا اقول للقوى السياسية الليبرالية انه بدلا من البكاء على اللبن المسكوب انزلوا الشارع وتوحدوا مع قواه واعلموا مشاكل مواطنيكم لانه فى رأىى الشخصى ان الحال اليوم لن يستمر كثيرا ونحتاج الى قوى سياسية تعرف كيف تحل مشاكل الوطن والا سيكون كأنك ياأبو زيد ماغزيت . 
 

اصدقائى الاعزاء

شكرا لزيارتكم لمدونتى تمنياتى ان تحوز إعجابكم دائما واتمنى المزيد من تعليقاتكم سواء من يتفق معى فى الرأى أو يختلف وطبقا للمقولة المشهورة شكرا لمن قال نعم وشكرررررررا لمن قال لا ( والحدق يفهم )