إذا نظرنا حولنا وفى انفسنا سنجد ان حياتنا هى مجموعة من التضحيات لانفسنا ولغيرنا فى دائرة مفرغة لاتنتهى وقياسى على شريحه من المجتمع المصرى شريحه عادية طبقة متوسطه والتى تكاد تختفى اليوم ولكن انا اقصد بالمتوسطه هنا هى نحن ليس الفقراء المدقعين وهم بالطبع لايمكن القياس عليهم لانهم بالطبع غير سعداء او طبقة الاغنياء الفارهين وهم عبدة المال الذين هم ايضا غير سعداء ولكن مااقصده هو نحن الطبقة العادية .
ولنبدء بالطفل حينما يبلغ سن الدراسة سنجد هذا الطفل يعانى من مناهج دراسية تنوء بحملها الجبال وهو يذاكر ليس لنفسه ولكنه يذاكر لوالديه اى يضحى بطفولته البريئة ليرضى الأخرين وهم ابويه ويظل هكذا من مرحلة الطفولة للمراهقة ينوء تحت جبال من الكتب والملخصات حتى يدخل كلية الطب او الهندسه وقد لاتكون رغبته ولكنه يضحى لان ابوه عايزة دكتور او باش مهندس يباهى به اصحابه فى العمل .
ولكن فى الأغلب الاعم تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن ويدخل الولد او البنت كليه ( من ام اربع سنين واقلب) على رأى العبقرى محمود المليجى فى فيلم ( على باب الوزير ) ، وهنا تبدأ المرحلة الثانية من التضحيات فيقف الشاب او الفتاه وينظر حوله يجد كل واحد من اصدقائة بيحب زميلته وكل واحده بتحب زميلها فلابد وحتما ان يفعل مثلهم حتى لايكون منبوذا فيبحث عن فتاه ليرسم عليها الحب وتبحث عن فتى حتى يقال عنها ان البنت بتتحب وهذا ايضا نوع من التضحية لإثبات الذات دون ان يدرك او تدرك معنى الحب وتبدء حياة المناوشات واثبات الرجولة او الأنوثه المسيطرة وهما يعلمان جيدا ان الحب حاجة والجواز حاجة تانيه .
وتنتهى رحلة الضحك على ذقن الاخر بالطبع بالإنفصال وتتزوج البنت او تعمل ويذهب الولد الى الجيش - وبعيدا عن ضريبه الدم - دعونا نذهب الى العمل فيذهب الرجل الى عمله الذى فى الغالب لايحبه حتى يثبت انه يعمل مش عاطل ويبدأ الأهل فى البحث عن عروس او عريس المهم ينتهى الأمر بالزواج كوجاهة اجتماعية دون مشاعر صادقة وبالتالى تبدأ المرحلة الاخيرة .
بعد الزواج تبدأ المسئولية المادية وتتحول الزوجة الى ام فقط لازوجه ويتحول الأب الى خزينة وتنتهى سريعا جدا الحياة الإنسانية لتبدء مرحلة مشاعر الـCalculator ولايربط الزوجه بزوجها الا حساب الإيرادات والمصروفات ولايربطه بها الا الأكل والغسيل والأثنين يضحيان علشان الاولاد .
حتى يصل الاولاد الى مرحلة التعليم لتبدء الدورة من جديد .
اصدقائى فاذا اضفنا بعد ذلك الأبعاد الأخرى السياسية منها والإقتصادية فسوف نجد ان المصرى هو مأساة تمشى على الارض والسؤال الأكثر عمقا هنا هل المصرى ذاته لايحب السعادة ؟؟؟؟ اعتقد ان التفسير الوحيد للمعادلة السابقة اننا غير صادقين مع انفسنا نضحك على الناس ونضحك على انفسنا نضحى لاشياء لاتستحق التضحية ونضحى بأشياء تستحق أن نحتفظ بها .
وعلى سبيل المثال فليركب احدكم الاتوبيس او الميكروباص ويستمع الى حوارات الاخرين ستجدون مئات الأبطال ومئات من قصص البطولة كل يحكيها عن نفسه منهم من رفض الرشوه ومنهم من قاوم مديرة الفاسد ومنهم ومنهم ولا احد منهم قال انه اخطئ فى شئ واحد مما يجعلك تتسائل فان كان كل هؤلاء ابطال ( امال فين الحرامية والمفسدين ) ان كنا كلنا شرفاء امال ليه مازلنا فى الفقر نعانى .
دوما نضحى لارضاء الاخر منذ طفولتنا وحتى مماتنا لم يقف احد منا ولو للحظة ليسأل أين السعادة .
هناك 13 تعليقًا:
اولا اتقف معاك ان الحب بجنون كان قي عهد مضي و لكني و الي الان انتظر ان يوجد في جياتي من يعدني الي هذا الزمن الماضي او فلأقول انني لم اجد السعادة مع احد و لا الحب مع احد لذلك لم اتزوج الي الان لاصل الي التضحيات التي بلا ثمن ....طيب حضرتك قلت انه علي اساس التضحيات فنوصل اننا مش سعداءعارف اسفه هختلف معاك احنا اللي سلبيين و مش بنحاول نجدد حياتنا و بحاول نحط عناوين رئيسيه كبيره و ضخمه عشان نقول اننا بنضحي ..مين قال ان التضحيات بسبب الاولا د توصل اننا منكونش سعداء .. ومين قال ان الزوجه تتحول لام فقط عشان تضحي للاولاد و مين قال ان الاب يتحول لممول عشان التضحيات و قيس علي كل ده الباقي .. من اخ كبير مثلا توفي ابوه بيضحي بحياته عشانهم ..او اخت بتربي اخواتها او او
عمر ما كانت التضحيه شماعه نعلق عليها عدم السعاده..في ابهات و امهات وكتير اوي بيضحوا باقوتهم و صحتهم و فلوسهم عشان الاولاد بس بيفضل الخيط الرفيع بينهم كزوجين متحابين يحنو و يرحموا و يكونوا المودة و الرحمه زي ما ربنا قال ..مين قال ان التضحيه بالعمل حتي ولو لاوقات طويله جدا للوصول لمستوي معيشه معقوله للاولاد او الاخوات سبب التضحيه يكون سبب برضه لضياع السعاده
اقولك الحق انا اتخضيت من الفكره اوي ..ربنا يرزقني بأولاد يا رب و اكيدبرضه هضحي عشانهم وممكن اوي بكل شيء من وقت و مجهود و صحه و مال ..لكنهم لن يكونوا السبب في ضياع سعادتي مع زوجي او مع نفسي و اهلي جميعا بالعكس هيكونوا الشمعه اللي هتضيء حياتي اكتر و تخلينا اكون سعيده اكتر
رب ان لما انزلت الي من خير فقير
و الاختلاف في الراي لا يفسد الود طبعا
معلش هضيف شيء بس انه برضه تضحيه الاولاد لارضاء ابويهم في اختيار التعليم او ما شابهه خطا اذا نقصت من سعادتهم ..اما المرحله الطفوليه فهم مش بيضحوا باي شيء لانهم اصعب كثيرا من كده هم عايزين يلعبوا و ويفرحوا
عشان بس مكنش ركزت علي مفهوم التضحيه من اتجاه واحد
معلش تعليق ثالث اصل الموضوع كل ما اقراه الاقي عايزة اعلق ..اخر جمله حضرتك كتبتها ..مش كل الناس مش بتفكر و تقف و تسال نفسها يعني ايه السعاده و ممكن نوصل لها ازاي ..ييوووووة انا فكرت لما دماغي باظت و كتير و ساعات بفتكر اغنيه هي ايه معني السعاده قولي يا صاحب السعاده
هههههه
ليه يا أ هشام تقولي مفيش حب بجنون طيب ما انا عارفه بس بحاول مكونش متأكده ربنا يكرمك ليه بس خبطني في الحيط هههه بس برضه لسه عندي أمل في جنون الحب و في السعاده
نور
كلامك فى التعليق الأول يمكن الرد عليه بكلمه واحده او فلنقل عبارة واحدة وهى التجربة الشخصية ليست لى فقط حتى لاتحكمى انها تجربه واحدة ولكنها لأخرين كثيرين ايضا مع مرور الأيام يتحول الرجل لخزينه والزوجه لكالكليتور تحسب له ايراداته ومصروفاته ومطالبته طبعا بالمزيد اقسملك هذا مايحدث فى 90% من البيوت المصريه
نور
اما التعليق اجمالا على ماقولتيه هو ان ادعو الله ان يخلف ظنزنى وان تجدى الغنسان الذى تستطيعين معه استكمال المشوار ولكنى اعود واقول انا لم اكتب كل مايجول فى نفسى والا لكان يحتاج لمجلدات وليس مدونات فكل تصرف وكل همسه او لمزة منا تحتاج الى تعليق وكتابه
أزيك يا أستاذ هشام
تعرف كل واحد بيطلع نفسه بطل ويحكى حكايات عن نفسه كتير ليه
لأن إيقاع الحياة متشابه مفيش جديد
فالكل بيألف
حتى العمل
الأغلبية عندهم العمل روتينى ليس فيه جهد طوال اليوم
فيحدث الملل فتكثر الحكايات
أما عن التضحية
فهى موجودة إلى حد ما
وخاصة تضحية الوالدين
تقبل مودتى
السلام عليكم ..
في الحقيقة أخي في الله أن الدنيا كلها دار شقاء وليست دار راحة .. فمنذ الولادة وحتى الممات الإنسان في كبد .. وهذه هي سنة الحياة الدنيا الفانية.
تحياتي لك
افكار عميقة ... لكن عندي ملحوظات
المناهج ف مصر مش سيئة ولا حاجة بل هي قريبة من مناهج عالمية كتير ... التدريس هو اللي سيء وســـيء جدا كمان.
الشهادة العليا ودخول الجامعة بقى مجرد واجهة مش معنى وأهمية.
المصريين في جيناتهم المنظرة زي اللبنانية دي حقيقة بتضيع حاجات مهمة كتير ممكن الواحد يركز عليها.
الحب اتحول لاسم جديد اسمه ( علاقة) ودي مش سيئة مهمة برضه للشباب.
الجواز لابد منه لكن مسئوليات الحياة بتخليه يتحول من معناه الاساسي لمجرد شركة ناجحة او لازم تنجح او ماشية بالزق او فاشلة.
الفشل الملازم للشعب المصري اساسه عدم اتباع القوانين اطلاقا من الصغير للكبير ومن القوانين التافهة للقوانين الكبيرة
تحياتي
لا أعرف لماذا تذكرت قصة " عايزة أتجوز" عندما ذكرت الزواج
أما بالنسبة للتعليم .. فأنا أرى أن المناهج المصرية ممتازة السبب في ذلك أن " المصريين في أعمالهم معرووفين بالشطارة هذا ما أراه و في الدراسة بيعرفوا يدرسوا ..
وبالذات في مجالي، المحامين شطــار و بالذات في كتابة المذكرات، و هذا ما أراه اليوم، و كنت أتمنى عند دخولي لأي مكتب أن يدربني مصري، لأن كتاباتهم عميقة و قويه والحمد الله أنا تحت إشراف مصــري ..
إلا أن ما ذكرته أن الأبناء يدخلوا التخصصات علشان أبائهم فهذا صحيح، و هذا أخطر شي يدخل طب أو محاماة أو هندسة و هو لا يريد و حتى و إن إشتغل فإنه لا يستمتع أبدا في عمله .
أما عن السعادة فيمكن أن تأتي أيضا مع الشقــاء.. فهنالك أناس بالرغم من ضغوطات الحياة التي تصيبهم إلا أنهم سعداء، و تراهم كثيرا ما يضحكون يتسامرون ..
لكــن لم تخبرنا هل أنت سعيد أم لا ؟؟
استاذ رضا
والله انا سعيد جدا بردك واشكرك
المدونين العرب
ولقد قال الله تعالى ولقد خلقنا الإنسان فى كبد
SOso
اولا اشكرك على تعليقك على كل جزئية من الموضوع وهو مايعنى انه استرعى انتبهاك ولكن لى تعليق واحد فقط على التعليم وهو ان مناهج التعليم فى مصر محتاجة نسف زى الحمامات القديمة لان العيال بيتخرجوا مش فاهمين حاجة واقول لكى اين اوائل الثانويه العامة من 20 سنه ؟
Am
اولا شكرا على التعليق اما موضوع المناهج فهو موضوع نسبى يختلف من مرحلة لمرحلة ومن كليه لكليه انا اتحدث عن مناهج الطفوله البريئة من المرحلة الإبتدائية فانا بنتى فى سنه رابعة ابتدائى وانا حاصل على ماجستير فى الإقتصاد لم اعد استطيع ان اذاكر لها منهج الرياضيات ؟؟؟؟
إرسال تعليق