غريب جدا أمر الشعب المصرى !! فهو شعب لايمكن التنبؤ بتصرفاته ،لايمكن لأى مركز لاستطلاع الرأى ان يعطى مؤشرا صادقا لاختياراته ، لايمكن لاى سياسى مهما كان محنكاً أن يحلل انطباعاته ، فمن الواضح بعد فرز اكثر من 10000 صندوق تقدم محمد مرسى لتقلد مقعد رئاسة الجمهورية رغم ان كل التحليلات السياسية كانت تستبعد حصوله على حتى فرصه للاعادة مع احد المرشحين - الأمر يشبه عندى مفاجأه حصول نادى الأتحاد السكندرى على بطولة الدورى العام .
فرغم نزول محمد مرسى مرشحا احتياطيا للاخوان المسلمين بما يشبه الدفع به دفعا على غير رغبه منه للمنافسة على الرئاسة ، ورغم الحملة المنظمة ضد الأخوان المسلمون بعد انتخابات البرلمان تؤيدها قراراتهم ذاتها فىما فعلوه اثناء الدورة البرلمانية ، ورغم انشقاق الكثير من مؤيدى الأخوان واتجاههم نحو تأييد ابو الفتوح وتاييد شباب الثورة لحمدين صباحى وتاييد النظام القديم لشفيق وتاييد المحايدين لعمرو موسى وتاييد الحالمين للبسطاويسى وخالد على وتاييد باقى المرشحين لانفسهم ، ورغم ان كافة الأستطلاعات لم تعط مرسى مركزا متقدما الا ان نتائج الفرز توضح ان الشعب المصرى فى معظمه اختار مرسى رئيسا .
ودعونا نحلل ونتوقع ماسيحدث ..... لنضع سيناريو لما حدث !!!! - رغم انى فى الحقيقية لاابنى توقعى على ارض صلبه لانه لاارض صلبه فى مصر .
أولا من الواضح جدا ان الأعادة ستكون بين مرسى وشفيق وبالطبع سيكسب مرسى لانى اتوقع ان كل مؤيدى المرشحين الاخرين سيتفرقوا بين من سيمتنع عن تصويت الاعادة مثل مؤيدى حمدين صباحى وعمرو موسى ومن سيصوت لمرسى من مؤيدى عبد المنعم ابو الفتوح هذا بالطبع بالاضافة الى نزول مؤيدى مرسى لتاييده مرة اخرى والساحة خالية له .
ثانيا يتبين من النتائج الأوليه ان حملات مواقع التواصل الأجتماعى سواء تويتر او فيس بوك لم تعد لها تأثير يذكر على حشد الناس نحو اتجاه معين وهنا اطرح تساؤل اخر هو هل قام الحشد الضخم والزخم الثورى لثورة يناير فى مراحلها الاولى بالفعل من خلال الفيس بوك وتويتر ؟؟؟ أم ان هناك طريق اخر سلكته حشود الثورة ؟؟؟ لانه من الواضح تماما اننا من يدخل على هذه المواقع لم يفهم طبيعة الشعب المصرى فقد انهزم مستخدمى الفيس بوك مرتين من قبل المرة الأولى حينما حاولوا حشد التصويت نحو التعديلات الدستورية اولا وكانت النتيجة الهزيمة بنسبة 78% والثانية حينما حاولوا حشد الناس ضد التيارات الاسلامية فى الانتخابات البرلمانية وايضا تم هزيمتهم بنسبة تقارب الـ78% ايضا ومع ذلك لم يتعلموا او فلنقل لم نتعلم ان 78% من الشعب المصرى لايعرف الفيس بوك او الانترنت وانما يعرف اشياء اخرى استخدمتها التيارات الدينية بحرفيه عاليه ومهنيه تدل على تفهمهم العميق للشعب المصرى او على راى المثل " من اين تؤكل الكتف " وهذا بالطبع يعود بنا الى التاريخ القديم الحديث فقبل ثورة يناير 2011 انطلقت مئات الاعتصامات والوقفات والهبات من حركة كفاية وحركة 6 ابريل فى كافة المدن والنقابات وكانت فى النهاية مجرد مئات او الالاف ويتم فضها اما بالقوة او التراضى ثم اتت ثورة يناير واحتشد فى يومها الاول الالاف ثم الملايين وتم هزيمة مبارك وهنا يطرح التساؤل نفسه لماذا انتصرت الملايين حينما دعت للثورة عبر الفيس بوك ثم انتكست حينما دعت الى الدستور اولا ثم الحملات ضد التيار الاسلامى انتخابيا ؟؟؟؟.
ثالثا : أن اصوات ابو الفتوح وحمدين صباحى معا اكثر من سته ملايين صوت وهذا يعنى ان كل منهم قد قضى على الاخر لان ابو الفتوح نحو اربعة ملايين صوت تزيد نصف مليون اخرى ويليه شفيق باربعة ملايين وتزيد بمائة الف تقريبا وهذا يعنى انه لو كان نزول حمدين وابو الفتوح كفريق معا كانوا بالطبع سيكتسحون الانتخابات دون الحاجة الى اعادة حتى وبالطبع يدل ذلك على محدودية قدراتهم السياسية على استقراء الواقع المصرى وطمع كل منهم فى الزعامة واستكبار كل منهم ان يكون نائبا للاخر وبالتالى هزم ممثلى الثورة بعضهم بعضا مثل ماقد يحدث حينما يطيح كل من الأهلى والزمالك ببعضهم فى بطولة افريقيا القادمة لصالح ممثل الجابون .
رابعا: يخطئ من يظن ان المجلس العسكرى يدعم مرشحا فوق الاخر فالعقل والمنطق يقول ان انسب مرشح للمجلس العسكرى هو عمرو موسى وليس شفيق فهم يريدون مرحلة هادئة وشباب الثورة لو نجح موسى لن يكون لهم الحق فى الاعتراض عكس نجاح شفيق كما ان شفيق رجل عسكرى وبالتالى ستكون يده ممدوده داخل تنظيم القوات المسلحة عكس عمرو موسى وفى النهاية فموسى رجل عاقل ورزين ويعمل حسابا للمجلس العسكرى الا ان واقع نتائج الفرز اظهرت عمرو فى مؤخرة السباق بين المرشحين الكبار ، التساؤل هنا واجابته معروفه هل ستظل المؤسسة العسكرية لها تدخلا سواء مباشر او غير مباشر فى النظام القادم ؟؟؟ ولاينسى الجميع ان اى رئيس مدنى قادم يحتاج للدعم والقوة والدعم متوافر لدى الاخوان اما القوه او الاله التسليحية التى تساند اى رئيس فهى فى يد القوات المسلحة ّ!!! وبالتالى عرفت الاجابة فلن يحدث صداما بين الاخوان ورئيسهم ومرشدهم وتنظيمهم وبين القوات المسلحة لانه فى هذه الحالة فالنتيجة معروفة .
خامسا أن وصول مرسى الى سدة الحكم وامتلاك الاخوان للاغلبية البرلمانية يعنى فى حقيقة التطبيق السياسى اننا اصبحنا نظاما برلمانيا فى الممارسة السياسية وليس فى الدستور فالاغلبية من تيار واحد وبالطبع سيكون رئيس الوزراء اسلاميا وبالتالى لامعارضة حقيقية للنظام السياسى باكمله شعب وحكومة - ومااشبه الليلة بالبارحة ايام الحزب الوطنى ولكن دعونا نرى ماسيسفر عنه مشروع النهضة فان وفق الله الاخوان وحزبهم ورئيسهم فى تحقيق نهضه فعليه وارتقى الشعب وزادت ثروته وارتفع مستوى معيشته وتقهقرت البطالة الى الوراء وانخفض الفقر وارتفع المستوى الصحى وعاد الامن للبلاد وزاد محصول القمح وارتفع دخل قناة السويس والسياحة وانتظم المرور وارتفع مستوى التعليم وزادت قدرات الخرجيين وتم بناء وتعمير سيناء وجنوب الوادى بمشروعات عملاقة فانا معهم وكلنا ايضا معهم فنحن لم ننتخب مرشحينا لوسامتهم او قوتهم انما المفروض انتخبناهم لقدرتهم على حل الازمات .
فان لم يفعلوا !!!!!!! فهناك الميدان وهذه المره ستكون اسهل كثيرا من سابقتها