الاثنين، 1 يناير 2007

صلاة الشيخ بين التمنى والتجنى

عزيزى أستاذنا الكبير إبراهيم عيسى .

قرأت مقالكم الذى نشر بحريدة صوت الأمة العدد 291 الصادر يوم الأثنين الموافق 26/6/2006 تلك الجريده الموقرة التى تمثل لدينا جميعاً متنفساً للحرية وتعد نبراساً لكل صحفى حر يعمل أو يود أن يعمل فى الصحافة .

لكن أسمح لى سيدى أن أختلف معكم فى بعض ماجاء بهذه المقالة الشيقة ولاسيما فيما يتعلق برأيكم فيما أبداه الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله حينما صرح بأنه فور سماعه بهزيمة الجيش المصرى فى حرب 1967 صلى لله شكراً .

بداية قد أختلف أنا أيضاً ولكن ليس فيما فعله الشيخ الشعراوى ولكن قد يكون الإختلاف ينبع من السبب الذى صلى من أجله الشيخ .

دعنا نتفق فى بداية الأمر ان المرحوم الشيخ محمد متولى الشعراوى شئنا أم أبينا أردنا أم لم نرد يعد أحد أئمة هذا العصر فهو فى حياته لم يخش فى الحق لومة لائم ويكفيه فخراً ماجاء على لسانه عقب نجاة الرئيس مبارك من محاولة إغتياله فى أديس أبابا والدرس الذى أعطاه له و لنا جميعا والذى يكرس حال الامة ليست المصرية فحسب ولكن الإسلامية كلها .

أعود فأقول أننى على الرغم من إختلافى مع الشيخ الجليل فى أسباب الصلاه لكنى قد أتفق معه فى ضرورة أدائها فى هذا الموقف تحديداً .

فكلنا يعلم ماألت اليه الأحوال السياسية والعسكرية فى مصر خلال تلك الفترة وأن القرار السياسى كان نابعاً دائما من رغبة الرئيس وليس من خلال المنظومة العلمية لإتخاذ القرار وهو ماأدى الى الهزيمة العسكرية فى تلك الفتره .

وأنا حينما أقول لكم أننى أتفق مع الشيخ فى صلاته انما أستمد قناعتى من العديد من الأسباب ويأتى على رأس تلك الأسباب أن الدين الإسلامى حينما بعث به نبينا محمد (ص) كان ديناً يٌبنى أساساً على العقل وأن لكل شيئ أسبابه وأن من يعمل يجد دون أن يكون هذا مرتبطاً بصلاه يؤديها أو زكاة يدفعها ولعل إرادة الله فى تكريس هذا المبدأ هو ماجعل رسولنا الكريم يشقى ويتعب فى دعوته لله ويغامر ويخطط ويستعين حتى بالأعداء المشركين فى هجرته للمدينه ( وهو ماابديتموه فى مقال شيق سابق على هذا المقال )
بل يصل بى الأمر أن أقول أن خسارة المسلمين فى غزوة أحد ( وهى خسارة معركة وليست حرباً ) من المشركين والكفار لهى دليل على أن الله ينصر من ينصره من خلال العديد من العوامل ليست فقط صلاه وزكاه بل لقد كاد المسلمون أيضاً يتعرضون للهزيمة فى غزوة حنين لولا رجوع المسلمين الى رسولهم وطاعتهم له كقائداُ عسكرياً قبل أن يكون نبياً مرسلاً وإذ قال الله تعالى " لقد نصركم الله فى مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين @ ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداًَ لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين" صدق الله العظيم .

أيضاً لنا فى التاريخ دروساً وقصصاً وأحكام كلها تقول أن مامن أمة قويت على وجه الأرض إلا بعد صهرتها المحن وضربتها العواصف فلم تقم للأمة الامريكية قائمة ولم تصبح قوة عظمى إلا بعد ذاقت مرارة الحرب الأهلية التى أستمرت أعواماً خرجت منها قوية سادت العالم بعد ذلك بل يحضرنى هنا ان الحرب العالمية الثانية لم تنقلب على الألمان إلا حينما تلقى العملاق الأمريكى ضربة موجعة فى بيرل هاربر من العملاق اليابانى وإذا ذكرنا الشيئ بالشئ فلم تصبح اليابان عملاقاً إقتصادياً إلا حينما سحقتها القوى النووية ولم تصبح ألمانيا مركز القوة الأوروبية إلا حينما دمرتها الألات العسكرية للحلفاء حتى لم يقم فى ألمانيا كلها حجر على حجر .

حتى مبادئ حقوق الإنسان الحديثة التى يطالب بها العالم اليوم لم تظهر الى الوجود إلا من رحم دموية الثورة الفرنسية .

أعود فأقول أن صلاة الشيخ شكراً لله على الهزيمة قد تكون ( وهذا ماأتمناه ان يكون) انطلاقاً من دروس التاريخ الإسلامى أو العالمى وأنه كان يعلم أنه لكى تفيق مصر من غفوتها يجب أن تتعرض لما تعرض له المسلمون فى غزوة أًَُحد فجمال عبد الناصر ليس بأغلى من نبينا محمد عند الله لكى ينصره فيما لم يعمل من أجل تحقيقه ودعنى أقول هنا أن حدس الشيخ قد صدق فقد أنتفضت الامة المصرية ( وياليتها أستمرت ) وتسارعت التنمية ويحضرنى هنا أنه خلال سنوات الكبوه تم إفتتاح مجمع الالومنيوم بنجع حمادى بل شيدنا الهرم الأول فى عصرنا الحديث وهو السد العالى ( كفانا حديثاً عن أهرامنا القديمة ) وانتفض الجيش المصرى وصار الجيش جيشاً له مهمة واحده وهى التدريب للثأر دون أغراض أخرى وكان هذا ميلاداً جديداً لجيل من شباب العسكريين قادوا الأمة العربية الى النصر وحسبى اليوم أن الجيش هو القطاع الوحيد فى الدولة التى حافظ فيها على دفعة ميلاد النصر من الهزيمة .

ولهذا فقد أتفق معكم أستاذى أن الصلاة لحماية مصر من الإنغماس فى الشيوعية ( وقد يكون من وجه نظر شيخنا سبباً منطقيا) لم تكن سبباً كافياً من وجهة نظرى المتواضعة لكى يفعلها شيخنا الجليل ولكن وإن فعلها فكان يجب أن تكون صلاة دافعة لليقظة بعد السبات ولهذا فقد يكون أيقاظ أمتنا حاليا يحتاج الى درساً أخر لااتمناه أن يحدث وإن كان مايحدث لنا حالياً سواءً على الصعيدين الداخلى والخارجى لهو أكبر من درس واحد ولكنه فى رأى محاضرة قاسية أرجو ان لاتطول

أخيراً أستاذى العزيز معذرة فى إطالتى وخلافى فى الرأى معك لايفسد للود قضية واتمنى من الله عز وجل ان ينصرك فى محنتك الحالية ويخرجك منها قادراً على إمتاعنا دائما وتكون كما أنت قدوة لنا فى زمن عز فيه الأقتداء .

ليست هناك تعليقات:

اصدقائى الاعزاء

شكرا لزيارتكم لمدونتى تمنياتى ان تحوز إعجابكم دائما واتمنى المزيد من تعليقاتكم سواء من يتفق معى فى الرأى أو يختلف وطبقا للمقولة المشهورة شكرا لمن قال نعم وشكرررررررا لمن قال لا ( والحدق يفهم )