الاثنين، 8 يناير 2007

عدو عدوى عدوى

تطالعنا الاخبار هذه الأيام عن الصراع الفلسطينى الفلسطينى وكيف أن هناك صراعاً بين حركة فتح الفلسطينية وحركة حماس الفلسطينية أيضاً وكأن الصراع الإسرائيلى الفلسطينى قد إنتهى وقامت الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وباتت المشكلة الوحيدة القائمة هى من يتولى السلطة فى هذه الدوله .

إن هذا الصراع ينبئناً نحن العرب عامة والمصريين خاصة بأننا يجب ان نندم على ماقدمناه من اموال وشهداء لصالح هؤلاء المتقاتلين تلك القضية التى لولاها لكانت مصر فى مصاف الدول المتقدمة بل يمكن القول انها كان يمكن ان تنضم للعظماء السبعة وتصبح ثامن الأعضاء الذين يقررون مصير العالم إقتصادياً .

ولكن هيهات فقد دفع شعبنا من قوته وأبناءه لصالح تلك القضية التى يخسرها أبنائها بأيديهم لابأيدى الطرف الإسرائيلى وكأنهم يقولون " بيدى لا بيد عمرو" .
لقد شاهدت المشهد الحزين على شاشات التليفزيون الذى يصور القتال بين الطرفين وأحسب أن مشاهد العنف بينهم فاقت مايفعله الأسرائيلين بهم !! وأحسب أيضاً أن هذا المشهد قد أسعد الإسرائيلين جميعاً حكومة وشعبا ومؤيدين وكأن لسان حالهم يقتبس مقولة الفنان أحمد بدير فى مسرحية ريا وسكينه " الأثنين خلصــوا على بعض " .

وإذا أتجهنا شرقاً للصراع العراقى العراقى نجد المصيبة اعظم فقتال دائر وصراع ليس بينهم وبين قوات الإحتلال فحسب ولكن يتكرر المشهد الأليم أيضا بين العراقى والعراقى وإذا أردنا حساباً رقمياً للضحايا القتلى فقط " رغم أن من يسقط جريحا من جراء الإنفجارات والصراعات أيضا يعد خسائر بشريه ولكنها كالقنابل الاجتماعية الموقوتة " فسوف نجد ان اعداد الضحايا العراقيين الذين اصيبوا أو قتلوا جراء الصراع الداخلى العراقى العراقى يفوق مافعله الإسرائيلين بالعرب جميعا خلال ستون عاما بل أن هذا العدد ليتضاعف مرات ومرات إذا ماقارنا بينه وبين الضحايا الفلسطينيين منذ بدء الانتفاضة الأولى من نحو عشر سنوات .

لقد كان العرب قديماً يتغنون بمثل أن " عدو عدوى صديقى " وهو ماكان يدل على فطنة عربية سياسية ولكن يبدو أن هذا القول تغير ليصبح أن عدو عدوى عدوى وهو مايعنى تراجعا فى الفهم السياسى العربى لطبيعة الامور وكيفية الاستفادة منها وهو مايعطى انطباعا أحسبه صدقاً بان المجتمع العربى أصبح فاقداً للأهليــة السياسية .
فيا أمة العرب عودى للمثل القديم .

ليست هناك تعليقات:

اصدقائى الاعزاء

شكرا لزيارتكم لمدونتى تمنياتى ان تحوز إعجابكم دائما واتمنى المزيد من تعليقاتكم سواء من يتفق معى فى الرأى أو يختلف وطبقا للمقولة المشهورة شكرا لمن قال نعم وشكرررررررا لمن قال لا ( والحدق يفهم )