وقفت طويلاً أمام هذا العنوان كى يعبر عما اريد ان اكتبه وهل الجزء الأول منه هو مايعبر عن الموضوع ام الجزء الثانى ،ووجدتنى حائرا ولكنى وصلت الى ان العنوان كما هو انما يعبر عن الموضوع .
ولمن لايعرف هذه القصة الإذاعية الشهيره فهى باختصار انه فى زمان بعيد كان يوجد رجل اسمه مرزوق كان بسيطا يحيى على صيد السمك وله أخ ثرى ولكنه يبخل دائما عن أخيه المحتاج والذى دفعته الحاجة الى ركوب قاربه وابحاره بحثا عن الرزق الى ان ثار البحر ثورته وانقلب المركب وبات مرزوق يكافح الامواج واشرف على الموت بينما زوجته حزينه مكلومه تنادى عليه النداء الشهير " ياترى انت فين يامرزوق" .
وفى هذه الأثناء رسى القدر الرحيم بمرزوق فى جزيرة مهجورة ليس معه سوى سلطانيه معدن بسيط كان يطهى عليها طعامة ولكن اهل الجزيرة اسروة فسألهم اين انا فقالوا له " انت فى بحر الظلمات " واوقفوه امام حاكم الجزيرة الذى حكم عليه بالموت الا اذا اعطاهم هديه من عنده ، ولم يجد مرزوق شيئا سوى السلطانيه فاعطاها للحاكم الذى فرح بها فرحا جما واعتبرها تاج الجزيرة فهو كان حاكما بلا تاج واعطاه هدايا ثمينه من ذهب وجواهر بل وبنى له مركبا عاد بها الى اهله محملا بكنوز الدنيا .
وعندما علم اخوه الطماع بما جرى بنى سفينه كبيره حملها باموال وكنوز لاهدائها لسلطان الجزيرة المجهوله وسافر ومعه الزاد والعتاد ووصل الجزيرة واهدى للسلطان الهدايا فما كان من السلطان الا ان اهداه اهم شئ يملكه وهو تاج الجزيرة ........ وكانت السلطانيه .
اردت ان احكى هذه القصه لأصل الى مااريد ان اعبر عنه او اعبر عن الواقع الذى نعيشه بعد ثورة يناير المجيدة ، واجدنى محتارا من اين ابدأ ؟ أمن الإنهيار الإقتصادى المحتمل نتيجة انشغال الجميع بكل شئ الا الإنتاج والذى كنا نشكوى جميعا من ضعفه قبل الثورة والبيانات والنداءات قبل الثورة ان شبابنا يريد الإنتاج والعمل الا اننى اجد ان هذا كله مازال شعارات وانشغلنا عن العمل بمحاكمة النظام السابق وكل منا انشئ موقعا مستقلا على الإنترنت يهاجم فيه من يهاجم بلا ضابط او رابط واصبح كل منا حكما وجلاداً دون ان نعطى الفرصة للقضاء العادال ان يقوم بمهمته دون تدخل منا ولكن هيهات هيهات فلابد من الإفتاء كما تعودنا من مشجعى الكورة فكل منهم لاعب ومدرب وحكم وحكم رايه بل ورئيس نادى ايضا فى ذات الوقت .
وظهرت على الساحة تيارات تهدد وبشكل حاسم الإستقرار فى مصر واصبحت كل جماعة وكل فصيل يرى فى نفسه القيًم على الامه والموجه لها وهذا حلال يجب فرضه ولو بالقوة وهذا حرام يجب ازالته دون ان نجلس ولو لحين لنرى هل منا من يستطيع قيادة الأمه الى بر الأمان ؟
انى ارى ان هذه الفصائل تهدد وبقوة هيبة الدولة ذاتها فلا اهالى قنا يريدون المحافظ الجديد ويعتصمون مطالبين بتغيره لانه فقط مسيحى ولا موظفى كثير من الوزرات راضين عن وزيرهم وبالتالى اصبحنا نتجه الى دكتاتورية الشعب دون نظام .
بل ان التيارات المتشددة دينيا قد اطلت علينا بالعديد من الفتاوى والأحكام بل والتصرفات التى ارى انها تقودنا الى المجهول ناسين قول الله عز وجل "وادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ".
وهنا يثور التساؤل الهام هل ستنهى الثورة المجيدة بنا الى بحر الظلمات أم سنكتشف اننا لم نحصل سوى على السلطانية ؟
والى لقاء فى الجزء الثانى من المقال
هناك تعليق واحد:
لقد حصلنا على الكومبو بحر الظلمات والسلطانية :) فى إنتظار الجزء الثانى
إرسال تعليق