أصدقائى الأعزاء فجأه وجدت نفسى احلم بهذه القصه ان اكتبها وهذه اول مرة اكتب قصه فارجو ان تكتبوا تعليقاتكم الجميله الصريحه على ماكتبته .
الجنينه
عاد محمد من عمله فى رئاسة الحى مهموماً مكتئبا ودخل منزله فى الحارة الضيقه وكان الجو خانقا حارا فى احد أيام شهر اغسطس
سألته أمه: مالك يامحمد؟
فنظر اليها وقال مفيش حاجة انا داخل انام مضايق شويه
فسالته امه: انت مش حتتغدى؟
فقال لها: لا مش دلوقتى لما اصحى
نام محمد نوما عميقا ثم استيقظ على صوت امه اصحى يامحمد حتتأخر على الشغل ايه انت نايم زى القتيل؟
فاستيقظ محمد مسرعا وارتدى ملابسه وبحث عن امه مسرعا فلم يجدها فنزل الى الحارة وسار مسرعا الى الشارع الرئيسى ينتظر الأتوبيس فوجد الشارع مذحماً للغايه ومحطة الأتوبيس مذدحمة فوقف قليلا ينظر حوله زحاماً فى كل شئ جو حار خانق.
فقال لنفسه ماهذا الزحام الشديد وبعدها فكر قليلا وقال سأتمشى قليلا ايه المشكلة يعنى لما اروح الشغل متأخر شويه انا عندى رصيد اجازات كتير وبعدين حتروح لمين يعنى رئيس الحى اللى بيقولى ارتشى ولا الزملاء اللى كل واحد فاتح الدرج .
فهم ماشيا فى الشارع الرئيسى ودلف فجأه الى شارع فرعى على يمين الطريق فوجد امامه حديقه ذات سور حديدى واشجار وارفه فسال نفسه ايه دى الجنينه دى مكنتش هنا يظهر دى الجنينه اللى المحافظ بقالوا سنه بيقول انه حيعملها هنا بدل العشوائيات .
اقترب من باب الحديقه فوجد مكتوبا على الباب ( رسم الدخول خمسين قرش ) ياه هو فيه حاجة بخمسين قرش دلوقتى ولكن وجد الشباك مغلق لكن الباب مفتوح يظهر انها لسه مفتحتش
فدلف من الباب وقال لنفسه والله اريح هنا شويه لحد الزحمة ماتخلص شويه وبعدين وانا خارج ابقى ادفع الخمسين قرش .
ودخل من الباب فوجد اشجارا خضراء ومساحات مليئة بالزهور من كل نوع وطرقات معبده بما يشبه الزجاج الشفاف وهدوء وسكون فقال لنفسه ياسلاااااام ايه الهدوء دا دا حتى صوت الزحمة مش مسموع هنا فاخذ يتمشى قليلا فوجد مجموعه اطفال صغار تلعب على مراجيح يلعبون ويقفزون سعداء.
اقترب منهم وسألهم انتم هنا من امتى؟
فرد احدهم عليه: ياعمو اتوبيس المدرسه جابنا هنا ومشى
فسأله محمد : انتوا معاكو مدرس او حد كبير ؟
فرد الطفل : مش عارف بس احنا هنا بنلعب وسعداء .
فاستغرب محمد بين نفسه ولكنه قال عموما الجنينه مقفوله اكيد فيه مدرسين هنا ولاهناك.
اكمل مسيرته فوجد شخصا جالسا من بعيد واقترب منه وفجأه وقف محمد مشدوها واقترب من هذا الشخص وقال له: سلام عليكم مش انت ابراهيم؟
فرد الأخر قائلا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ايوه انت تعرفنى؟
فقال له محمد : ايوه انا محمد مهندس فى الحى مش انت ابراهيم اللى دخلت السجن من تلات سنين فى قضية الرشوه؟
فابتسم ابراهيم وقال له: ايوه انا بس الحمدلله اتحكم عليه بالبراءه لانى برئ فعلا ومن تانى يوم وانا بره السجن ؟
فرد محمد عيله قائلا: من تانى يوم ؟ انا اسمع انك لسه بتقضى العقوبه ؟
فقال له ابراهيم :لا الحمد لله انا براءة.
فقال له محمد :امال انت مرجعتش الشغل ليه؟ فابتسم ابراهيم ولم يرد.
فقال له محمد: وانت ساكن قريب من هنا ؟
فقال له ابراهيم : لأ انا ساكن فى الجيزة.
فقال له محمد: امال ايه اللى جابك الجنينه دى هنا دا احنا بعيد اوى عن الجيزه ؟
فقال له ابراهيم : مفيش حاجة بعيد دلوقتى وانا سمعت عن الجنينه دى من زمان فقلت اشوفها بس للأسف الكافتيريات لسه قافله لو كانت فاتحه كنت عزمتك على حاجة ساقعه للحر .
فرد محمد: حر انا شايف ان الجو هنا حلو اوى دا زى مايكون مركبين تكييفات فى الجنينه زى بتاعه الكبار الشجر دا مخفف درجة الحرارة كتير اوى .
فقال له ابراهيم: هو مش المفروض انك تكون فى الشغل دلوقتى انت مزوغ ولا ايه ؟
فابتسم محمد وقال: مزوغ ؟ انا لو على نفسى عايز اسيب الشغل دا بس الدنيا مفيهاش شغل الحى كله فساد ورشوه ( معلش بقى ياابراهيم ؟) متاخذنيش كل الناس فى الحى بتترشى تصدق امابرح راجل جاى يعرض عليه 2000 جنيه رشوه علشان اديله تصريح مخالف ثرت وزعقت ودخلت لرئيس الحى لقيته بهدوء بيقولى مش مشكله يامحمد مشى نفسك وعموما المعلم مبيخالفش اوى دا همه دورين زياده مش هما يعنى اللى حيوقعوا العمارة ؟فرفضت وجريت على مكتبى واخدت حاجتى ومشيت تصدق فضلت ماشى امبارح فى الشوارع وروحت الساعه 8 باليل دخلت نمت وصحيت يادوب على ميعاد الشغل .
فابتسم ابراهيم وقال له بهدوء : عرفت بقى انى ممكن اكون مظلوم عموما ربنا معاك طالما انت رفضت الحرام .
فقال له محمد: مانت بتقول انك رفضت ودخلوك السجن ؟
فقال له ابراهيم : مانا قولتلك انا براءه اهه وادينى معاك
فقال محمد : عموما انا حسيبك دلوقتى لازم اروح الشغل بس يابختك انت حتفضل قاعد فى الجنينه شوبه ؟
فقال ابرهيم : اه شويه عموما ادى تليفونى لو حبيت تتصل بيه .
فقام محمد سائراً يبحث عن باب الحديقه للخروج وانتشى من الأشجار الوارفه و فساقى مياه جميله وطيور وعصافير تغرد فقال فى نفسه يااااه دا المحافظ باين عليه راجل صادق الجنينه دى هى اللى كانت ناقصه الحى فعلا انا كل يوم بعد ماارجع من الشغل حعدى اقعد فيها شويه.
ظل سائرا يبحث عن الباب فلم يجده وتعب من السير فجلس قليلا وقال فى نفسه بص بقى يامحمد انا مش رايح الشغل حد يسيب الجو دا ويروح للخنقه والفساد بس حقعد شويه اريح وابقى اقدم اجازة عارضه .
مدد رجليه على الكرسى الخشبى الطويل فى الحديقه ونظر الى السماء التى يتخخلها الأشجار وفروعها العاليه حاجبة حرارة الشمس وفجأه غفلت عيناه
وفجأه سمع اصوات اصحى يامحمد اصحى يامحمد انت قافل على نفسك ليه اصحى البيت بيقع اصحى وصوت بكاء ثم طرق عنيف على الباب ابتسم محمد وظل الطرق على الباب
ثم ........ صمت