الأحد، 30 أكتوبر 2011

القطار - قصه قصيرة بقلمى

إنطلق أحمد مسرعاً فى طريقة الى محطة مصر ليلحق بالقطار والعرق يتصبب منه فى أحد أيام شهر أغسطس الحار فى القاهرة ودخل الى المحطة حاملاً حقيبته الصغيرة وركب القطار قبل تحركه بدقائق وجلس على كرسية وقال لنفسه : أخيراً شوية تكييف بدلا من هذا الجو الخانق .

نظر أحمد الى العربة التى يركبها فوجدها تكاد تمتلئ بالركاب لايوجد كرسى واحد خال تقريبا بجوار العديد من الركاب الذين وقفوا بحثا عن مكان .

بدأ القطار فى التحرك بطيئاً متجهاً الى الأسكندرية حيث سيلتقى أحمد أخيراً بأهله بعد غياب دام سنتين فى العمل بالكويت وأخذ يتذكر كيف حصل على عقد العمل فى احد شركات الأدوية من خلال أحد اقاربه العاملين فى ذات الشركة منذ زمن بعيد ، نعم حظى احسن من غيرى الذين بلا عمل حتى الأن ،هكذا قال لنفسه وتذكر كيف انه ترك حبيبته ريم على وعد بالتقدم لها فى اول اجازة ، انها ريم حبيبته وزميلته فى كليه الصيدله ذات العينان العسليتان والقوام الممشوق والصوت الرقيق والدلال الجميل .

وتذكر كيف كان يسهر امام كتبه فيرى عينيها ويتذكر الشعر الذى كان يكتبه فى جمالها فابتسم فى نفسه وقال لها لقد آن الأوان لتكون حبيبتى معى نعم سأحاول فى هذه الأجازة ان اكتب كتابى على ريم لتسافر معى الى الكويت لنبدأ سويا رحلة الحب التى طالما حلمنا بها وتذكر وعدها له انها لن تكون لغيرة .

نعم كان يتحدث معها امام كاميرا الانترنت فتشجعه على الغربه وتهون له عذاب الوحدة نعم كله يهون علشان خطرك ياريم هكذا همس فى نفسه .

أخذ يهمس لنفسه والله الأنترنت دا حل مشاكل كتير كفايه انى كنت بسمع واشوف وجه ريم الجميل على الأقل مرة فى الأسبوع .

نظر احمد من نافذه القطار وهو يرى اعمدة الانارة تجرى سريعا فكل عمود يمضى يقربه من بلده واهله وحبيبته وتمنى لو انه كان يقود القطار بنفسه لينطلق باقصى سرعه .

واقترب القطار من محطة طنطا واحس أحمد بالنعاس يغالبه ولم يقاوم وذهب فى النوم وهو يحلم ان حلمه بلقاء الحبيب قد اقترب ومر الوقت واذا به يستيقظ على القطار وهو خال من الركاب ونظر من النافذه فوجد القطار يقف وحدة على القضبان لايوجد ركاب لاتوجد محطة او رصيف فقال لنفسه : ياااه انا نمت دا كله يظهر القطار ذهب للجراج.

واتجه ناحيه الباب فوجد حقيبته بجوار الباب ولكن الباب مغلق حاول ان يفتحه دون جدوى وفجأه تحرك القطار بطيئا فاتجه احمد الى النافذه ونظر فاذا باليل حالك لم ير شيئا اللهم الا نجوم السماء واذا بالقطار يسرع واخذ احمد ينتقل من باب الى باب ومن عربة الى عربه عله يجد احدا وقرر ان ينادى بصوت عالى عل احد يسمعه وظل يصرخ وينادى دون جدوى والقطار يسرع فوق القضبان تارة ويبطئ تارة فقرر الجلوس على احد المقاعد الخاليه حتى يستقر القطار وجلس احمد يفكر وقال فى نفسه : اكيد اهلى زمانهم قلقانين عليه وريم ياترى بتفكر فى ايه دلوقتى اكيد زعلانه انى مكلمتهاش وظل القطار سائرا وانتقل احمد من مقعد لاخر وفجأه سمع صوت فى سماعات القطار يناديه ان يبق فى مكانه لان القطار يسير بسرعه.

وقال احمد فى نفسه : ايه دا مين اللى بيكلمنى يعنى فيه حد عارف انى فى القطار امال ليه مش عايز يفتح ابواب القطار ؟ ولكنه فى النهاية قرر ان يسمع بنصيحة الصوت وجلس على كرسيه ينتظر ان يقف القطار ونظر من النافذه فاذا باضواء المدينه من بعيد تقترب رويدا رويدا .

وفجأه استيقظ احمد من نومه على يد تقول له : اصح يااخينا وصلنا اسكندرية .

وتنبه احمد الى انه كان نائما وان مامر به لم يكن سوى حلم .

وهبط سريعا من القطار فوجد اخيه ينتظرة على رصيف المحطة ، وبعد القبلات والأحضان والإشتياق قال له اخيه وهم يستقلون السيارة : اسمع يااحمد انا حقولك على خبر معلش حيزعلك بس اهو دا اللى حصل

فتنبه احمد وقال له : ايه بابا او ماما حصلهم حاجة ؟

فقال اخيه : لا يااحمد الحمدلله كل الاسرة بخير بس بصراحة ريم اتجوزت .

فنظر له مستغربا مصدوما وهمس بصوت حزين : اتجوزت ؟ امتى وازاى ؟

فقال له اخيه : معلش يااحمد كل شئ نصيب المفروض انك متزعلش انت الحمدلله تقدر تتجوز احسن منها ميت مره ، دلقوتى انت بتشتغل ودخلك كويس وجهزت شقه تقريبا يعنى مفضلش غير انك تختار العروسه والبنات على قفا من يشيل .

لم يرد احمد على اخيه وبعد فترة والسيارة تمر قباله كوبرى استانلى قال احمد : ممكن يامحمود تنزلنى هنا اتمشى شويه روُح انت وانا شويه كدة وحاخد تاكسى واحصلك .

ونزل احمد من السيارة وتمشى قليلا فوق كوبرى استانلى ووقف يتأمل فى البحر وينظر الى النجوم ودمعت عيناه قليلا وقال فى نفسه : يعنى انا كل التعب دا راح على الفاضى كده ياريم.

واذا فجأه بيد تربت على كتفه فنظر خلفه فوجد رجلا عجوزا ذو شعر ابيض ولحيه صغيره أنه ابيه يقول له وبنفس نبره الصوت التى سمعها فى حلم القطار: لاتحزن يابنى هذا هو القدر انه يابنى مثل القطار تركبه من اول محطه وتتحرك بداخله كما تشاء ولكنه فى النهايه يسير على قضبان الى محطة النهاية لانملك ان نغير مسار القطار او سرعته الشئ الوحيد الذى نملكه هو ان نغير المقاعد او ننتقل من عربه الى عربه ولكن يظل القطار يسير الى المحتوم دون ان نستطيع تغيير النهاية .

هناك 5 تعليقات:

Mona يقول...

حلوة - رغم انها قصة مكررة بس انت كاتبها بشكل جميل أوى - تحياتى

Hesham يقول...

هو الهدف منها يامنى ليس القصة فى حد ذاتها ولكنها اسقاط على قضية هل الانسان مسير ام مخير

فافى يقول...

طبعا حلوه ولو ان الحلم رعبنى شويه لانى بركب قطارات كتير:)
لكن انا اعتقد ان الانسان مخير بزياده كمان

Hesham يقول...

فافى
اشكرك على رايك وان كنت ارى عكس ماتقولين فانا ممن يؤمنون ان الانسان مسير او فى معظم الاحيان مسير

Nana يقول...

القدر لا أحد يهرب من قدره المكتوب مكتوب وعلينا الرضا به

اصدقائى الاعزاء

شكرا لزيارتكم لمدونتى تمنياتى ان تحوز إعجابكم دائما واتمنى المزيد من تعليقاتكم سواء من يتفق معى فى الرأى أو يختلف وطبقا للمقولة المشهورة شكرا لمن قال نعم وشكرررررررا لمن قال لا ( والحدق يفهم )