الأحد، 11 ديسمبر 2011

الطائر العاشق - قصه قصيرة

بدء الحديث بعتاب قصير وقالت : أنا لم اعد اثق بك فانت لست لى وحدى فقلبك مدينه مفتوحة لجميع النساء .

فرد قائلا : كيف انتى حلم العمر الذى احيا من اجله .

فابتسمت ابتسامة رقيقة وتناولت رشفة من العصير الذى امامها ونظرت الى عيناه بعمق وقالت : أتحب ان اقول لك من انت ؟

فقال لها : انا ؟؟؟ انا من يحلم كل يوم بلقائك حتى وانا معكى احلم بلقائك .

فردت قائلة : دعنا من هذا الكلام واتركنى اقول لك من انت .

فنظر لها مبتسما قائلا : حكيم روحانى حضرتك ؟

فضحكت ضحكة رقيقة وقالت : لا ياسى عبد الوهاب انا لست حكيما روحانيا ولكنك امامى كالكتاب المفتوح فاسمع وانصت .

أنك مغرم بالعلاقات الأنسانيه هوايه لديك هى التعرف على البشر وأقامه علاقات مختلفه معهم لكن شرطك الوحيدة هى ان تكون انت محور لتلك العلاقه.
تعشق الشعور المتجدد بالحب لذا تمتلك علاقات بالفعل متداخله ومتشعبه علاقاتك النسائيه شديدة التعدد وبعد فترة تنتهى تلك العلاقه بصورة راقيه وأفتراق جميل لكن بعد أن تكون قد أشبعت رغبه أشعال نار الهوى فى قلبك وعشت أحاسيس عاطفه متأججه لا تقبل بحب عادى فخيالك جامح وقلبك ملتهب على أن يكون كل هذا الحب بعيدا عن عالمك الحقيقى الذى تحافظ عليه بشدة ولا تقبل بأى فعل يسبب رد فعل عليه تحتفظ به عش نهائى واخير لك.

وجدتك شديد الأهتمام بكل ما يخص البشر أنسانيا والنساء عاطفيا ... ولا ترى فى هذا ما يضر مدام كما قلت لا يؤثر على توازن عالمك الأصلى.
ترى أن كل علاقه تقيمها لا تكون خطأ لأنها لم تتجاوز خطوط حمراء سبق ووضعتها منذ زمن تراها فرصه جديدة لمعرفه معلومه مختلفه عن امرأة مختلفه ولا تدع أى منهن تؤثر على غيرها من قبلها أو من بعدها فكما قلت اللون الجديد فى اللوحه لا يخفى القديم ولا يلغيه.
هكذا تجد لوحتك متعددة الألوان بصورة مذهله نظرا لأختلاف الأعمار والجنسيات بل والأديان تحب الجميع وتحاول أعلامهن بهذا وتعميق هذا الفهم فهو كما يراة قلبك صادق وحقيقى غير مفتعل وتحاول أيضا الحفاظ على كرامتهن ورفعها الى الأعلى حتى تجد أنه حين يحل ميعاد أنسحابك لأنك لن تستطيع التقدم فى العلاقه الى ما هو أكثر من ذلك يظللن هن يحتفظن لك بقلوبهن بما هو اكثر من ذكرى عابرة او جرح غائر فى قلوبهن وحدهن فانت لم تعد احداهن باكثر مما قلته لهن .
حين تنتهى قصه الحب من قلبك ويهدئ أوارة يظل لك كل عرفان وتقدير لأنك على الأقل لم تتلاعب بقلوبهن
لا أنكر بالطبع أنك بهذا تتعامل مع النساء بأسلوب بديع

لا يتناقض مع سمو العلاقات الأنسانيه ولا ينحدر الى الغدر أو تذوق شهدهن وألقائهن محاولاتك دؤب فى السعى لعلاقه متفردة فى جمالها متميزة فى مفرداتها معاملتك للنساء او السعى لمن تعجبك منهن لا تخلو من جرئه بالغه تسير كتف بكتف مع أناقه لا أبتذال فيها.

توضح من البدء طريقتك ولا تدّعى ما لن تقدمه فتتميز بذلك أمام نفسك بصراحه تامه لكنها أمام الطرف الأخر غير واضحه المعالم والتفاصيل.
من هنا يحدث اللبس فى الفهم أو سوء الفهم فهى ... تظن أنه بنوعيه العلاقه قد أمتلكتك كليا وحصرتك بها وتتسائل كيف تحبها أذا كنت تحب غيرها أو كيف تحب غيرها ان كنت قد اعلنت حبك لها فهى ترى الحب من جانب واحد هو جانب الأنانيه والأمتلاك وتقاسم الحياة وتستغرب انت لنوعيه الحب الغريب الذى تقدمه لك.
فكيف تحبك ان كانت تريد خنقك ومحاصرتك وكيف تريد حبسك فى حين انها تعرفت عليك أساسا عن طريق تلك العلاقات المتفتحه التى تؤمن أنت بها وترى الحب بــ أشكال وقوالب مختلفه تماما عما يراة الأخرون.
لذا قلت لك مرارا أنك صريح لكنك غير واضح، صريح فى رغبتك من البدأ وحدود علاقتك ومدى ما تستطيع تقديمه غير واضح فى توضيح مفهوم الحب لديك الحب كما تراة انت يختلف عن الحب كما تراه النساء.
لذا كان هناك هذا التاريخ الطويل من التقاربات والتباعدات والحب والصداقه ... والمعرفه التى تتجاوز حدود الصداقه ولا تصل لحدود الحب بما يشمله فى مفهوم المرأة من خصوصيه وأرتباط ورغم مرور كل تلك السنين لم تتوقف لحظه واحدة عن الحب فانت تحب الحب بمختلف أنواعه ولم تتوقف لحظه واحدة عن كونك ملك لمرأة واحدة.
فانت تريد حبيبه تكون لها كــ طائر لا ترغب هى فى فقدة عن طريق حبسه فتمنحه حريته فى أن يطير مادام فى النهايه يحط عندها فتكون أنت الطائر وتكون هى العش .

لهذا ستحتفظ هى بك كل طول العمر وستحفظ انت لها مكان لم تشاركها فيه غيرها .
لأنه حين حاولت كل النساء حبسك أطلقتك هى فى سمائها فــ كافئتها بأن كنت دائما
لها وحدها.

ساد صمت طويل بعد هذا التحليل ثم نظر اليها نظرة عميقة ونادى على الجرسون وطلب الحساب ثـم قال لها : أعتقد انك اليوم قد فهمتينى وعرفتينى كما لم اعرف انا نفسى ، لهذا فمن تظنين انتى فى حياتى من كل ماقلته عنى ؟

فقالت وهى تلملم اشيائها من فوق المنضدة : انا !!! أنا لا اعرف من انا فى حياتك ولكنك انت الذى تعلم وقامت وتركته وحيدا وسارت حتى باب الكازينو ونظرت اليه نظرة وداع وهمست فى نفسها لست الطائـر الذى اتمناه .

هناك تعليقان (2):

sabry abo-omar يقول...

لم أعهدك كاتب قصص.. تحياتى لقلمك واحساسك المعبر بصدق عن مشاهر ابطالك.. انتظر المزيد من الكتابات المعبرة عن حياتنا الاجتماعية والانسانية بقلمك وفكرك الثرى.. تحياتى

فافى يقول...

طبعا حلوه وعجبتنى جدا وعجبانى نهايتها قوى هى دى الستات هههههههه
لازم يفهم انه ممكن هو كمان مايعجبشى امرأه ما

اصدقائى الاعزاء

شكرا لزيارتكم لمدونتى تمنياتى ان تحوز إعجابكم دائما واتمنى المزيد من تعليقاتكم سواء من يتفق معى فى الرأى أو يختلف وطبقا للمقولة المشهورة شكرا لمن قال نعم وشكرررررررا لمن قال لا ( والحدق يفهم )