عقب ظهور نتيجة المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب وحتى قبل ظهورها ايضا كان هناك تأكد عام من بوادر فوز كبير لجماعة الإخوان المسلمون وحزبهم الحرية والعدالة وياتى معهم الجماعات السلفية ليشكلوا معا الجناح الاسلامى سواء المعتدل او المتشدد باغلبية كبيرة ضد التيارات الليبرالية فى البرلمان القادم ويبدو ايضا ان هذا كان متوقعا حتى قبل الأنتخابات بوقت طويل فمجرد حصول استفتاء مارس 2011 على نسبة مايقرب من 80% مما يريده التيار الدينى اعطى انطباعا بنتيجة الإنتخابات حتى قبل ان تبدأ ولهذا كان على الجميع ان لايحلم بتغير اتجاهات الشارع المصرى فى سبعة اشهر هى عمر الفترة من الاستفتاء الى الإنتخابات .
ولكن دعونا فى البداية نضع بعضا من النقاط على الحروف :
أولا": ان جماعة الأخوان المسلمون حينما قررت أن تدخل عالم السياسة انتهجت فى اول الأمر وخلال النصف الاول من القرن الماضى نهجاً عنيفا نوعا ما ويقال انه كان على غير رغبه المرشد العام للأخوان الامام حسن البنا رحمه الله وهو الامر الذى دفعه آنذاك فى تعليقه على أحد حوادث العنف التى نفذتها الجماعة ان هذه الحوادث ومن ينفذونها ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين .
وبعيدا عن صدق او عدم صدق العباره فان قائلها قصد بها نفى حوادث العنف عن الجماعة وهو بهذا قد دخل عالم السياسة من باب المهادنة مع النظام الحاكم وبما يعنى إما ان العنف بالفعل ليس من سياسة الجماعة أو اتباع المبدأ الميكافيلى ان الغاية تبرر الوسيلة وفى كلتا الحالتين فهو خروج من الدعوة الدينية الى اللعبة السياسية .
ثانياً: كانت هناك فى تلك الفترة ايضا مجموعات سياسية تنتهج ذات النهج العنيف وهم بعيدون كل البعد عن الإخوان ومثال ذلك مااعترف به الرئيس الراحل انور السادات حينما شارك فى اغتيال وزير المالية أمين عثمان بدعوى انه موال للانجليز حينما قال مقولته الشهرية ان مصر وبريطانيا بينهما زواج كاثوليكى لاانفصام فيه ، اى ان منهج العنف فى السياسة لم يقتصر فقط على جماعة الإخوان المسلمين .
ثالثا" أن الجماعة ومنذ مايقرب من ثمانين عاما او يزيد قد دخلت لعبه السياسة ومساندتهم للزعيم عبد الناصر قبل قيام ثورة يوليو او حتى بعد قيامها ثم الصدام الذى حدث مع نظام ناصر ومن بعده السادات الذى ايضا استخدم الجماعة للوقوف فى وجهه التيار الشيوعى انتهائا بعهد مبارك قد اكسبهم الكثير من الخبرات فى اللعبة السياسية وانهم قد فهموا ان اللعب مع الكبار محفوف بالمخاطر ومحدود المكاسب فتوجهوا الى اللعب مع الصغار والمقصود هنا هو بناء قواعد شعبية سواء داخل المجتمعات الفقيرة او الريفية او حتى النقابات المهنية من خلال الخدمات التى قدموها على مدار الثلاثون عاما الماضية وهم من خلال تلك الخدمات يكتسبون كل يوم ارضا جديدة انتظارا ليوم الحسم الذى تأخرمن وجهة نظرهم كثيرا ولكنه اليوم وبعد ثورة يناير 2011 التى مهدت لهم الطريق الذى كان وعرا ليتمكنوا بعد طول السنين من ان يمارسوا السياسة فى النور وهنا تكمن المشكلة .
وهذه المشكلة فى رأىي المتواضع هى انهم سيتسلمون تركة مثقلة باعباء جسيمة سواء اعباء اقتصادية او سياسية او اجتماعية ، بالطبع فان من قام بالتوجه الى صناديق الاقتراع وانتظر ساعات طويلة لعطى صوته لاى تيار كان اسلامى او غير اسلامى ينتظر الكثير والكثير واول ماينتظره هو ماذا سيفعل الحزب الفائز فى الانتخابات Solution؟
لقد دخلت التيارات جميعا لعبة السياسة سواء ليبرالية او سلفية او اخوان ولهذه اللعبة قواعدها التى يجب على الجميع الالتزام بها لانها فقط لاتتعلق بالمجتمع داخل الوطن ولكن هناك ايضا علاقات دولية ومصالح مشتركة مع دول قد لاتتفق مع ايديولوجية الاخوان ولكن يجب عليهم ان يتعاموا معها لان الوجه الأخر سيكون قاسيا علينا جميعا ومن ثم سيكون الحل هو الحلRESOLVE
فى الجزء الثانى من هذه المقالة سيكون اكثر تفصيلا وساتناول المنهجية التى ارى ان حزب الحرية والعدالة سيتبعها حال فوزة بالاغلبية ولكنى اقول للاجابة على بعض التساؤلات ان لعبة السياسة تعتمد بالاساس على منهجيتين الأولى منهجية اشغال الشعب بالثراء والسعى نحو الحصول على حياه افضل والمنهجية الثانية هى منهجية دائرة الفقر المفرغة وهى تعنى اشغال الشعب بالحصول على قوته الاساسى فقط وهذا المنهج بالطبع استمرت فيه مصر الثلاثون عاما الماضية وان الاوان ليتغير الى المنهجية الاولى وهو ماسنعرضه فى الجزء الثانى وسنرى فى النهاية انه ان لم يستطع اى تيار ان ينقل الشعب المصرى نقله نوعيه الى حياه افضل فبالطبع فالحل سيكون هو الحلResolved وفى هذا الاطار فان كانت الحكومات والنظم السياسية السابقة قد حلت جماعة الاخوان مرات عديدة فانه فى هذه المرة ان فشلوا فسيكون الحل من الشعب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق