أثارت المناظرة التاريخية التى تمت
بين السيد عمرو موسى والدكتور عبد المنعم ابو الفتوح شهية العديد من الكتاب
والمحللين السياسيين وغيرهم الى تحليل مواقف الرجلين سياسيا واقتصاديا بل ونفسيا
ووضح للبعض الأخر أن الإعلام انما يمهد الى أن المتناظرين هما فرسا رهان سباق
الرئاسة وانه إن تمت الإعادة للانتخابات فستكون بينهما ، حتى وسائل الإعلام
المرئية والمسموعة والمكتوبه ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعى على الأنترنت ظلت
تحلل وتحلل وهل تراجعت شعبية ايهما ام تزايدت ام بقت كما هى وخرجت علينا العديد من
الأراء والإستطلاعات ولكن فى النهاية لم نصل الى نتائج حقيقية وعلمية ملموسة تحدد
لنا من الرئيس .
فى البداية كانت هذه المقدمة لازمة
لوضع بعض الامور فى نصابها وسأبدأ فى هذا الجزء بتحليل المناظرة من وجهة نظرى
الشخصية من خلال بعض الأراء التى توضح مدى قوة المتنافسين أو ضعفهما فى المجالات
المختلفة ، فليست المناظرة على رئاسة شركة او قرية وانما رئاسة مصر .
ولنبدء بالدكتور عبد المنعم أبو
الفتوح والكل لاينكر تاريخه السياسى والإنسانى فى مجال الإغاثة الإنسانية سواء
محليا او إقليميا أو عربيا بل والكل ايضا لاينسى أنه لم يرهب الرئيس الراحل أنور
السادات فى عز قوة ومجد الرئيس وانتصاراته الخارجية الا ان هذا لم يمنعه من ابداء
رأيه امام هذا الزعيم وكان ابو الفتوح مازال غضا صغيرا لم يبدأ حياته بعد وبالتالى
فهو رجل جرئ قوى الشخصية والمناضل دوما يكون عفيف اليد ... أثناء نضاله .
ولكن ..... ملخص الموقف السلبى الدكتور
أبو الفتوح فى المناظرة الذى أراه هو:
1- الميل الدائم نحو الماضى
وتاريخه النضالى وأن من ناضل وسُجن وعُذب فى عهد مبارك ولم يهادن وظل لوقت طويل ومداخلات
عديدة يروى هذا الموضوع وكأن من لم يُقد الى السجن ايام مبارك لم يناضل ولم يحقق
مصلحة الوطن رغم أن هناك العديد والعديد من الرجال الشرفاء الذين كانوا مع مبارك
ويشهد لهم العالم كله بالكفاءة ومنهم على
سبيل المثال الدكتور أحمد جويلى والدكتور عاطف صدقى رحمه الله مهندس انقاذ
الإقتصاد الوطنى المصرى فى مرحلة من أدق مراحل التاريخ الإقتصادى فى مصر هناك
المهندس حسب الله الكفراوى مهندس نهضة البناء فى مصر الحديثة كل هؤلاء يشهد العالم
بنزاهتهم ووقوفهم ضد نظام مبارك ولكن لم يدخلوا السجن ولم يتم إعتقالهم بل أن
الكاتب السياسى إبراهيم عيسى ورغم مقالاته النارية إلا انه لم يدخل المعتقل ، وقد
يكون التنكيل به كان قانونيا من خلال حكم محكمة الا انه فى النهاية لم يعتقل وبالتالى فليس كل مجاهد هو من أعتقل فقط وكأنه
فى المستقبل سيكون شرط الترشح لرئاسة الجمهورية ان يكون المرشح قد أعتقل من النظام
السابق ؟؟؟!!! .
2- الميل المستمر نحو مهاجمة عمرو
موسى فى ملعبه وهى السياسية الخارجية والتى اتضح ان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح
بدا فيها كطالب امام استاذ كبير وكان الأحرى به مهاجمته فى برنامجه الإصلاحى مثلا
سواء الإقتصادى او الإجتماعى والذى اراه قاصرا فى كل المرشحين بلا استثناء اما ان
تهاجمنى فى ملعبى الذى امضيت فيه اكثر من نصف عمرى والذى تغنى به المطربون وكانت
سببا فى اقصاء عمرو موسى عن منصب الخارجية حتى لايطالب الناس بتعيينه نائبا لرئيس
الجمهورية فهى سقطة كبيرة يجب ان يحاسب عليها منظمى حملته ومستشاريه ، كما وأن
تصريحه الصريح بأن اسرائيل عدو مباشر لمصر فهو ينم عن محدودية الحصافة السياسية
لانه لايوجد فى العلاقات السياسية صديق دائم او عدو دائم وانما الأبقى والأصح هى
المصلحة الدائمة .
أما السيد عمرو موسى فبالطبع لأحد منا ينكر مواقف هذا الرجل وحصافته وخبرته السياسية التى أكتسبها من عمله السياسى سواء فى المنظمات الدولية أو وزارة الخارجية والكل ايضا يعلم موقفه من الرئيس السابق مبارك والذى دفع مبارك الى التخلص منه حتى لاينافسه على منصب الرئيس او على الأقل ان يتم الضغط الشعبى عليه لتعيينه نائبا فيلغى اتوماتيكيا مشروع التوريث
ملخص الموقف السلبى للسيد عمرو موسى فى المناظرة الذى أراه هو:
1- الميل الدائم الى مهاجمة
الدكتور ابو الفتوح سواء فى انتمائه السابق الى جماعة الاخوان المسلمين أو التشكيك
فى تاريخ الرجل السياسى والذى لاينكرة احد ولكن ايضا ظل التركيز على الماضى كما فعل
ابو الفتوح دون التوجه الى المستقبل ونقض البرنامج الإنتخابى للمنافس وانما كان
موقفه الدائم هو الهجوم على الرجل ومحاوله تشويه رأى ابو الفتوح والتقليل من
قدراته .
2- العصبية الزائدة فى الحوار
والتركيز ايضا على إنجازاته اثناء عمله فى السلك الدبلوماسى سواء فى وزارة
الخارجية او جامعة الدول العربية وبالطبع ورغم ان فترة عمله بالخارجية ونجاحها
والذى دفع البعض الى التغنى بها فى حب عمرو موسى الا انها فى النهاية تظل ماضيا
يجب تجاوزه نحو المستقبل .
وبصفة عامة لم أر تركيزا على
برنامج محدد ومخطط ولكن هجوما من كلا المرشحين وكأنى ارى مناظرة بين خوفو بانى
الهرم الاكبر وأحمس طارد الهكسوس وكلاهما من الماضى الواجب تجاوزه .
إن كلا المتبارزين لم يتحل بالروح
السمحه او مايمكن ان يقال بالروح الرياضية تجاه الاخر بل مجرد اصطياد اخطاء او
هفوات أو زلات لسان وكأننا فى برنامج مسابقات من سيربح المليون ، لم أر تواضعا من
المتباريين وكأنى ارى مباركين على الشاشة كلاهما لايرى الا نفسه وقد كنت أتمنى من
مديرى الحوار أن يوجه لكلاهما تساؤل هام وهو هل يمكنك الإستعانه بخصمك فى اى منصب
حالة فوزك بالرئاسة؟ وهل تقبل ايها الخصم هذا المنصب !!! وأعتقد أن هذا السؤال يوضح
جليا هل السعى نحو منصب رئيس الجمهورية للوجاهة أم للخدمة العامة ومصلحة الوطن .
بالطبع فى المناظرة التى استمرت
طويلا هناك العديد من السلبيات والقليل من الإيجابيات والتى لن اتناولها فى هذا
الجزء لانها بالطبع تنصب على كل المتباريين وبالتالى رأيت ان اسردها فى الجزء
الثانى من المقالة.
يتبقى
من هذا التحليل هو الأداء الضعيف لمنظمى ومقدمى المناظرة والأسئلة الساذجة فى بعض
الاحيان مثل سؤال كشف العذرية مثلا وبالطبع فان كلا المقدمين وكذا المعدين لهم كل
العذر لانها المناظرة الأولى فى تاريخ المنطقة العربية منذ ايام مينا موحد القطرين
بين المتبارين على منصب رئاسة الدولة ولكن يبقى شرف المحاولة والتى نتمناها اكثر
فعاليه فى المستقبل .
فى الجزء الثانى من هذا المقال سأتناول وجهة نظرى الشخصية عن من هو الرئيس
القادم؟ ولماذا هو؟